الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

الاستغفار عظيم، وثوابه جسيم

هيتميل لاستغفار

 الاستغفار عظيم، وثوابه جسيم

إهداء

إلى من أحسَّ بتقصير في قوله، أو عمله، أو حاله، أو رزقه، أو تقلب قلب؛ فعليه بالتوحيد ([1]) والاستغفار، ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص ([2]).

الاستغفار عظيم، وثوابه جسيم ([3]).

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة

الحمد لله الكريم الوهاب، الرحيم التواب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، يحب التوابين والمتطهرين، ويغفر للتائبين والمستغفرين وأثنى عليهم في كتابه العزيز، فله الحمد طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد:

هذا كتابٌ ذكرتُ فيه أهمية الاستغفار وبيّنت أن الاستغفار له أثر في راحة النفس وطمأنينتها واستقرارها، وهو وسيلة لترويضها وكبح جماحها، وهو مندوب في كل الأوقات والأحوال، فلك أن تستغفر ربك قائمًا، أو قاعدًا، أو مستلقيًا، أو راكبًا، أو ماشيًا.

وتستطيع في الدقيقة الواحدة أن تستغفر الله مائة مرة، فعليك أن تجعله ملازمًا لك، وستجد له أثرًا في حياتك اليومية والعملية.

ثم تحدثت عن الاستغفار في القرآن الكريم والحديث النبوي وبيَّنتُ صيغة الاستغفار ووقته وفوائده.

وصلى الله على نبينا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين وسلم تسليمًا كثيرًا.

د. عبد الله محمد العمير/ 26/9/1427هـ

معنى الاستغفار

1- قال أنس بن مالك t: الاستغفار: سؤال المغفرة ([4]).

2- وقال ابن عباس t: الاستغفار: إظهار العبودية لله، والشكر لما أولاه ([5]).

3- قال القرطبي (المتوفى: 671هـ): الاستغفار: طلب الغفران لأجل الذنوب([6]).

4- قال أبو حيان (المتوفي: 745هـ): الاستغفار: طلب الغفران من الله باللسان مع التوبة بالقلب ([7]).

5- قال الراغب الأصبهاني (المتوفي: 565هـ): الاستغفار طلب المغفرة بالمقال والفعال ([8]).

6- قال ابن عطية (المتوفي: 546هـ): الاستغفار: طلب المغفرة من الله تعالى ([9]).

الاستغفار في القرآن

عند دراسة صيغة (استفعل) في القرآن الكريم والنظر في معانيها مررتُ بكلمة (استغفر) وقد وجدتها بصيغ متعددة، مرة بصيغة الماضي (استغفَر) وأخرى بصيغة الأمر (استَغفِرْ) وثالثة بصيغة المضارع (يستغفرون) ورابعة بإسنادها إلى واو الجماعة (استغفِروا)، وخامسة بإسنادها إلى ياء المخاطبة (استغفري). وإليك الآيات التي وردت فيها.

أولاً: الآيات التي وردت بصيغة الماضي (استغفَر):

استغفر فعل ماض مبني على الفتح، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:

1- ]وَاسْتَغْفَرَ لَهُـمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا[([10]).

2- ]فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ[([11]).

3- ]سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ[([12]).

ثانيًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفر):

استغفر فعل أمر مبني على السكون، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:

1- ]قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ[([13]).

2- ]فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[([14]).

3- ]فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ[([15]).

4- ]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ[([16]).

5- ]سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ[([17]).

6- ]فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ[([18]).

7- ]فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ[([19]).

8- ]وَاسْتَغْفِرِ اللهَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا[([20]).

9- ]اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً[([21]).

ثالثًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفروا):

استغفروا فعل أمر مسند إلى واو الجماعة، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:

1- ]ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[([22]).

2- ]وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى[([23]).

3- ]وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ[([24]).

4- ]وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ[([25]).

5- ]فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُـمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا[([26]).

6- ]وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[([27]).

7- ]ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا * فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا * مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا[([28]).

8- ]وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ[([29]).

آيتان وردتا بصيغة (استغفروه):

استغفروه فعل أمر مسند إلى واو الجماعة ومعه فاعله ومفعوله، والآيات التي وردت بهذه الصيغة، هي:

- ]هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ[([30]).

- ]فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ[([31]).

رابعًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفره):

استغفره فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت والهاء مفعول به، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:

]فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[([32]).

خامسًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفري):

استغفري: فعل أمر مبني على حذف النون ومسند إلى ياء المخاطبة والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:

]يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ[([33]).

سادسًا: الآية التي وردت بصيغة (لأستغفِرنَّ):

استغفرن: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والآية التي وردت بهذه الصيغة هي:

]إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ[([34]).

سابعًا: آيتان وردتا بصيغة (أستغفرُ):

أستغفر: فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والآيتان اللتان وردتا بهذه الصيغة هما:

1- ]قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[([35]).

2- ]قَالَ سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا[([36]).

ثامنًا: الآيات التي وردت بصيغة (تستغفرون):

تستغفرون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون مسند إلى واو الجماعة.

1- ]لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[([37]).

2- ]وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[([38]).

3- ]يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا[([39]).

4- ]وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الأَرْضِ[([40]).

5- ]وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[([41]).

6- ]أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[([42]).

تاسعًا: آيتان وردتا بصيغة (يستغفروا):

يستغفروا: فعل مضارع منصوب مسند إلى واو الجماعة، والآيتان اللتان وردتا بهذه الصيغة هما:

1- ]مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ[([43]).

2- ]وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُـمْ إِلا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ[([44]).

عاشرًا: آيات وردت بصيغة (تستغفر):

تستغفر: فعل مضارع مجزوم بالسكون، والآيات التي وردت بهذه الصيغة هي:

1- ]اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ[([45]).

2- ]إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ[([46]).

3- ]سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ[([47]).

4- ]وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا[([48]).

5- ]وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ[([49]).

الاستغفار في الحديث النبوي

الاستغفار يمحو الذنوب

*عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون الله فيغفرُ لهم»([50]).

* روى عن أنس بن مالك t قال: قال رسول الله r: «ألا أدلكم على دائكم ودوائكم، ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار»([51]).

* عن عبد الله بن بُسْر t قال: سمعت النبي r يقول: «طُوبى لمن وُجِدَ في صحيفته استغفار كثير»([52]).

* ورُوى عن أنس بن مالك t أن رسول الله r قال: «إن للقلوب صدأ كصدإ النحاس وجلاؤها الاستغفار»([53]).

- الاستغفار ثلاثًا:

عن عبد الله بن مسعود t قال: كان النبي r يعجبه أن يدعو ثلاثًا، ويستغفر ثلاثًا ([54]).

- الإكثار من الاستغفار:

1- عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله r: «من أكثرَ من الاستغفار جعل الله له من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيثُ لا يحتسب»([55]).

2- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت جالسًا عند النبي r فسمعته استغفر مائة مرة، ثم يقول: «اللهم اغفر لي، وارحمني، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم» أو إنك تواب غفور ([56]).

3- عن أبي هريرة t عن النبي r قال: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»([57]).

4- عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r: «ينزل ربنا تبارك اسمه كل ليلة، حين يبقي ثلث الليل الآخر، إلى سماء الدنيا فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى يطلع الفجر»([58]).

صيغ الاستغفار

أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.

وقت الاستغفار:

العبد بحاجة دائمة إلى الاستغفار، وفي جميع الأوقات، ولهذا كان الرسول يستغفر في جميع أوقاته، وشرع الاستغفار بعد الانتهاء من العبادات، منها:

1- الذين أحيوا الليل بالصلاة، فلما كان وقت السحر أمروا بالاستغفار، قال الله تعالى: ]وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[([59])، وقال تعالى: ]وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ[([60])، وقد ختم الله سورة المزمل وحث فيها على قيام الليل بقوله: ]وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ[([61]).

2- إذا انتهى المصلي من صلاته استغفر ثلاثًا.

3- بعد الإفاضة من عرفات، قال الله تعالى: ]ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ[([62]).

4- الرسول r جاهد في الله حق جهاده وأتى بما أُمر به ثم أُمر بالاستغفار، قال الله تعالى: ]إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[([63]).

سيد الاستغفار:

ومن صيغ الاستغفار ما رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن شداد بن أوس t قال: قال رسول الله r: «سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدُك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» قال: «من قالها من النهار مُوْقِنًا بها فماتَ من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة»([64]).

فوائد الاستغفار:

1- الاستغفار يمحو الذنوب كما جاء ذلك في الحديث الأول.

وقال شيخ الإسلام: «الاستغفار يمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك، فإن الذنوب كلها من شعب الشرك، فالتوحيد يذهب أصل الشرك، والاستغفار يمحو فروعه، فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: استغفر الله»([65]).

وقال الفضيل: يقول العبد: استغفر الله، وتفسيرها: أَقِلْني ([66]).

 

2- الاستغفار ينزل به الرزق والأمطار. قال الشعبي: يخرج عمر بن الخطاب يستسقي فلم يزد على الاستغفار حتى رجع، فأمطروا فقالوا: ما رأيناك استسقيت؟ فقال: لقد طلبت المطر بمجاديح السماء التي ينزل بها المطر، ثم قرأ: ]اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا[([67]).

وقال الأوزاعي: خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «اللهم إنا سمعناك تقول: ]مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ[([68]) وقد أقررنا بالإساءة، فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا، اللهم اغفر لنا وارحمنا واسقنا فرفع يديه، ورفعوا أيديهم فسقوا.

وقال ابن صبيح: شكا رجل إلى الحسن الجدوبة فقال له: استغفر الله. وشكا آخر إليه الفقر فقال له: استغفر الله. وقال له آخر: ادع الله أن يرزقني ولدًا، فقال له: استغفر الله. وشكا إليه آخر جفاف بستانه، فقال له: استغفر الله. فقلنا له في ذلك، فقال: ما قلت من عندي شيئًا، إن الله تعالى يقول في سورة نوح: ]اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا[([69])([70]).

3- أنه يزيد المسلم قوة إلى قوته، كما قال الله تعالى: ]وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ[([71]). قال مجاهد في تفسير هذه الآية شدة إلى شدتكم. وقال الضحاك: خصبًا إلى خصبكم، وعلي بن عيسى: عزًا إلى عزكم، وقال عكرمة: ولدًا إلى ولدكم ([72]).

4- إن ثمرة الاستغفار هو المتاع الحسن كما قال تعالى: ]وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا[([73]) ومعنى الآية: يمتعكم بالمنافع ثم سعة الرزق ورغد العيش، ولا يستأصلكم بالعذاب كما فعل بمن قبلكم، وقيل: ]يُمَتِّعْكُمْ[: يعمِّركم.

وأصل الإمتاع: الإطالة، ومنه أمتع الله بك ومتَّع، وقال سهل بن عبد الله: الإقبال على الحق، وقيل: هو القناعة بالموجود وترك الحزن على المفقود ([74]).

5- كثرة الاستغفار تزيل الذنوب ولو تضاعفت في العدد، فكأن المرة الواحدة من الاستغفار تمحو عشر سيئات.

والاستغفار نعمة أبقاها الله جل وعلا ليتطهر به العبد، وليكثر من طلب غفرانه.

6- الاستغفار هادم غوايات إبليس ومحطم إضلاله.

7- الاستغفار يزيل الكروب وتُقضي به الحاجات كما قال رسول الله r: «جعل الله له من كلِّ همٍّ مخرجًا»([75]).

8- جهة معينة في الجنة للمستغفرين (طوبى).

9- الاستغفار يطهر العبد من الأخطاء كما قال رسول الله r: «من أحبَّ أن تَسُرَّه صحيفتُه فليكثر فيها من الاستغفار»([76]).

10- الاستغفار ينظف القلب من الغفلة ويجلوه من صدأ النسيان ويبعد الران الذي يحجب أنوار الله.

11- الاستغفار سبب قبول التوبة وحسن الخاتمة كما قال تعالى: ]فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ[([77]).

قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله في بيان فضائل الاستغفار:

«الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإن العابد لله والعارف بالله، في كل يوم، بل في كل ساعة، بل في كل لحظة، يزداد علمًا بالله، وبصيرة في دينه وعبوديته، بحيث يجد ذلك في طعامه، وشرابه، ونومه، ويقظته، وقوله، وفعله، ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية، وإعطائها حقها، فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار، بل هو مضطر إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد، لما فيه المصالح، وجلب الخيرات، ودفع المضرات، وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية»([78]).

ثم قال: الاستغفار من أكبر الحسنات، وبابه واسع، فمن أحسن بتقصير في قوله، أو عمله، أو حاله، أو رزقه، أو تقلب قلب: فعليه بالتوحيد والاستغفار، ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص ([79]).

- الاستغفار المطلوب هو الذي يَحُلُّ عقد الإصرار ويثبت معناه في الجنان، لا التلفظ باللسان، فأما من قال بلسانه استغفر الله وقلبه مصرٌّ على معصيته فاستغفاره ذلك يحتاج إلى استغفار، وصغيرته لاحقة بالكبائر.

وروي عن الحسن البصري أنه قال: استغفارنا يحتاج إلى استغفار ([80]).

الاستغفار لابد أن يكون بالقلب مع اللسان ([81]).

 

*     *     *
الاستغفار والتوحيد

قرن الله سبحانه بين التوحيد والاستغفار في غير آية، منها قوله تعالى: ]فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ[([82]).

وقوله: ]فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ[([83]).

وفي ألأثر الذي رواه ابن أبي عاصم وغيره: «يقول الشيطان: أهلكتُ الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار».

 

 

 

*     *     *


الدعاء والاستغفار للأقارب

إذا وجد العبد تقصيرًا في حقوق القرابة، والأهل، والأولاد، والجيران والإخوان، فعليه بالدعاء لهم، والاستغفار ([84])، قال حذيفة بن اليمان t للنبي r: إن لي لسانًا ذربًا على أهلي. فقال له: «أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرة».

*     *     *

الاستغفار والصبر

أمر الله مع الاستغفار بالصبر في قوله تعالى: ]فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ[([85]).

فأمر الله في هذه الآية مع الاستغفار بالصبر؛ لأن العباد لابد لهم من الاستغفار أولهم وآخرهم.

عن أبي هريرة t قال: سمعت الرسول r يقول: «والله إني لأستغفرُ الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»([86]).

وعن الأغر المزني t أن النبي r قال: «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة»([87]).

الذنوب سبب للضر والاستغفار يزيل أسبابه

 

الذنوب سبب للضر، والاستغفار يزيل أسبابه كما قال تعالى: ]وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[([88]) فأخبر سبحانه أنه لا يعذب مستغفرًا.

وقوله تعالى: ]إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ[([89]) اعتراف بالذنب وهو استغفار، فإن هذا الاعتراف متضمن طلب المغفرة ([90]).

 

 

 

 

*     *     *

 


ما يستغفر منه

على المسلم أن يستغفر ويتوب من تفريطه في المأمور وتعديه الحدود ([91]).

الاستغفار مع الإصرار توبة الكاذبين:

إذا كان المستغفر يقوله على وجه التوبة أو يدعي أن استغفاره توبة، وأنه تائب بهذا الاستغفار فلا ريب أنه مع الإصرار لا يكون تائبًا، فإن التوبة والإصرار على الذنب ضدان، الإصرار يضاد التوبة لكن لا يضاد الاستغفار بدون توبة ([92]).

 

 

 

*     *     *


صيغة استغفار الرسول r في آخر حياته

روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله r يكثر أن يقول قبل أن يموت: «سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك، وأتوب إليك» قالت: فقلت: يا رسول الله أراك تكثر من قولك: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك. فقال: «أخبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحانك اللهم وبحمدك، أستغفرك وأتوب إليك ([93])، فقد رأيتها: ]إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[([94]) الفتح: فتح مكة».

وأمره سبحانه له بالتسبيح بحمده والاستغفار في هذه الحال لا يقتضي أنه لا يشرع في غيرها، أو لا يؤمر به غيره، بل يقتضي أن هذا سبب لما أمر به، وإن كان مأمورًا به في مواضع أخر، كما يؤمر الإنسان بالحمد والشكر على نعمه.

وإذا كان الرسول r أمر أن يختم عمله بهذا فغيره أحوج إلى هذا منه، وقد يحتاج العبد إلى هذا في غير هذه الحال، كما يحتاج إلى التوبة، فهو محتاج إلى التوبة والاستغفار منطلقًا ([95]).

استغفار الأنبياء

أخبر الله تعالى عن عامة الأنبياء عليهم السلام بالتوبة والاستغفار، عن آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وموسى وغيرهم.

1- فقال آدم u: ]قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[([96]).

2- وقال نوح u: ]قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ[([97]).

3- وقال إبراهيم u: ]رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ[([98]).

4- وقال إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ]رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[([99]).

5- وقال موسى u: ]أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ[([100]) وقال تعالى عنه: ]فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ[([101]).

6- وقال تعالى: ]إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ[([102]) وآخر ما أنزل على محمد r ]إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[([103]]وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ[([104]).

والأنبياء نالوا ما نالوه بالعبادات والطاعات، ومحمد r أكمل الخلق وأكرمهم على الله، وهو المقدم على جميع الخلق في أنواع الطاعات، فهو أفضل المحبين لله، وأفضل المتوكلين على الله، وأفضل العابدين له، وأفضل العارفين به، وأفضل التائبين إليه، وتوبته أكمل من توبة غيره، ولهذا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

الاستغفار سبب في حل المشاكل

قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية: «إن المسألة لتغلق عليَّ فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر أو أقل فيفتحها الله علي»([105]).

الاستغفار سبب في حل المشاكل التي تواجه الموظف في عمله وخاصة إذا كان عمله في استقبال المراجعين، فيستقبل في اليوم العالم والجاهل، والغني والفقير، والكبير والصغير، فيحتاج إلى الاستغفار حتى ترتاح نفسه، ويكون أكثر تقبلاً لاختلاف حالات المراجعين، فعلى الموظف أن يكثر من الاستغفار وسيجد فيه خيرًا كثيرًا، والله ولي التوفيق.

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وما توفيقي إلا بالله. 

=======

فهرس الموضوعات
إهداء 5

مقدمة 6

معنى الاستغفار 7

الاستغفار في القرآن 8

أولاً: الآيات التي وردت بصيغة الماضي (استغفَر): 8

ثانيًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفر): 8

ثالثًا: الآيات التي وردت بصيغة (استغفروا): 10

آيتان وردتا بصيغة (استغفروه): 11

رابعًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفره): 11

خامسًا: الآية التي وردت بصيغة (استغفري): 12

سادسًا: الآية التي وردت بصيغة (لأستغفِرنَّ): 12

سابعًا: آيتان وردتا بصيغة (أستغفرُ): 12

ثامنًا: الآيات التي وردت بصيغة (تستغفرون): 13

تاسعًا: آيتان وردتا بصيغة (يستغفروا): 13

عاشرًا: آيات وردت بصيغة (تستغفر): 14

الاستغفار في الحديث النبوي الاستغفار يمحو الذنوب 15

- الاستغفار ثلاثًا: 15

- الإكثار من الاستغفار: 16

صيغ الاستغفار 17

وقت الاستغفار: 17

سيد الاستغفار: 18

* فوائد الاستغفار: 18

الدعاء والاستغفار للأقارب 24

الاستغفار والصبر 24

الذنوب سبب للضر والاستغفار يزيل أسبابه 25

ما يستغفر منه 26

الاستغفار مع الإصرار توبة الكاذبين: 26

صيغة استغفار الرسول r في آخر حياته 27

استغفار الأنبياء 28

الاستغفار سبب في حل المشاكل 29

فهرس الموضوعات



([1]) كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.

([2]) شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، مجموع الفتاوى 11/698.

([3]) الجامع لأحكام القرآن 4/135.

([4]) الجامع لأحكام القرآن 4/25.

([5]) الترغيب والترهيب 2/471.

([6]) الجامع لأحكام القرآن 4/25.

([7]) البحر المحيط 2/109، طبعة دار الكتب العلمية.

([8]) المفردات في اللغة ص 543.

([9]) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز 1/411، طبعة دار الكتب العلمية.

([10]) سورة النساء: آية 64.

([11]) سورة ص، آية 24.

([12]) سورة المنافقون، آية 6.

([13]) سورة يوسف، آية 97.

([14]) سورة النور، آية 62.

([15]) سورة غافر، آية 55.

([16]) سورة محمد، آية 19.

([17]) سورة الفتح، آية 11.

([18]) سورة الممتحنة، آية 12.

([19]) سورة آل عمران، آية 159.

([20]) سورة النساء، آية 106.

([21]) سورة التوبة، آية 80.

([22]) سورة البقرة، آية 199.

([23]) سورة هود، آية 3.

([24]) سورة هود، آية 52.

([25]) سورة هود ، آية 90.

([26]) سورة النساء، آية 64.

([27]) سورة المزمل، آية 20.

([28]) سورة نوح ، الآيات 9-14.

([29]) سورة آل عمران، آية 135.

([30]) سورة هود، آية 61.

([31]) سورة فصلت، آية 6.

([32]) سورة النصر، آية 3.

([33]) سورة يوسف، آية 29.

([34]) سورة الممتحنة، آية 4.

([35]) سورة يوسف، آية 98.

([36]) سورة مريم، آية 47.

([37]) سورة النمل، آية 46.

([38]) سورة الأنفال، آية 33.

([39]) سورة غافر، آية 7.

([40]) سورة الشورى، آية 5.

([41]) سورة الذاريات آية 18.

([42]) سورة المائدة آية 74.

([43]) سورة التوبة آية 113.

([44]) سورة الكهف آية 55.

([45]) سورة التوبة آية 80.

([46]) سورة التوبة آية 80.

([47]) سورة المنافقون آية 6.

([48]) سورة النساء آية 110.

([49]) سورة المنافقون آية 5.

([50]) رواه مسلم 2/323، مسند الإمام أحمد 15/218 برقم (8030، 8031، 8068).

([51]) رواه البيهقي، وقد روى عن قتادة من قوله، وهو أشبه بالصواب، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2/468.

([52]) رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، والبيهقي وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2/468.

([53]) رواه البيهقي، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 4/469.

([54]) رواه أبو داود 1/561، المسند 5/280، 290 برقم (3744) (3769) (3770).

([55]) رواه أبو داود 1/560، المسند 4/56 برقم (2234)، وذكره السيوطي في الجامع الصغير (8508).

([56]) المسند 7/190 برقم (5354).

([57]) رواه البخاري 7/188 برقم (6307) كتاب الدعوات، وذكره الإمام أحمد في المسند بنص «إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وأتوب إليه» 14/205 برقم (7780).

([58]) المسند 14/25 برقم (7582، 7611، 7779)، ورواه البخاري 2/25، 26، ورواه مسلم 1/210.

([59]) سورة الذاريات آية 18.

([60]) سورة آل عمران آية 17.

([61]) سورة المزمل آية 20.

([62]) سورة البقرة، آية 199.

([63]) سورة النصر 1-3.

([64]) صحيح البخاري 7/188 برقم (6306).

([65]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 11/697.

([66]) الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله القرطبي 18/195.

([67]) سورة نوح آية 10.

([68]) سورة التوبة آية 91.

([69]) سورة نوح آية 10- 11.

([70]) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 18/195.

([71]) سورة هود آية 52.

([72]) الجامع لأحكام القرآن 9/35.

([73]) سورة هود آية 3.

([74]) الجامع لأحكام القرآن 9/5.

([75]) انظر ص23.

([76]) رواه البيهقي، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2/469.

([77]) سورة البقرة، آية 37.

([78]) مجموع فتاوى ابن تيمية 11/696.

([79]) مجموع فتاوى ابن تيمية 11/698.

([80]) الجامع لأحكام القرآن 4/135.

([81]) مجموع فتاوى ابن تيمية 11/699.

([82]) سورة محمد آية 19.

([83]) سورة فصلت آية 6.

([84]) مجموع فتاوى ابن تيمية 11/698.

([85]) سورة غافر، آية 55.

([86]) رواه البخاري 7/188 برقم (6307) كتاب الدعوات.

([87]) رواه مسلم، ينظر المسند 14/205 برقم (7780).

([88]) سورة الأنفال آية 33.

([89]) سورة الأنبياء آية 87.

([90]) مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية 10/255.

([91]) مجموع فتاوى ابن تيمية 3/122.

([92]) المصدر السابق 10/319.

([93]) رواه مسلم في صحيحه (484).

([94]) سورة النصر آية: 1-3.

([95]) مجموع فتاوى ابن تيمية 11/689.

([96]) سورة الأعراف، آية 23.

([97]) سورة هود، آية 47.

([98]) سورة إبراهيم، آية 41.

([99]) سورة البقرة، آية 128.

([100]) سورة الأعراف، آية 155.

([101]) سورة الأعراف، آية 143.

([102]) سورة البقرة، آية 222.

([103]) سورة النصر آية: 1-3.

([104]) سورة محمد آية 19.

([105]) ابن تيمية، بطل الإصلاح الديني ص17.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق